Search
Close this search box.
فيمينا، صحة المرأة وإنجاب الأطفال

هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟! 

هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل

هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل

(بطانة الرحم المهاجرة) لم يعد هذا المصطلح غريب على مسامعنا، فكل يوم تطرح النساء عشرات الأسئلة بخصوصه. ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟ وما هي أشهر أعراضها؟! وهل يمكن علاجها؟! والسؤال الأشهر دائمًا هو هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟! 

في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن بطانة الرحم المهاجرة ونجيب على كل أسئلتكِ يا عزيزتي…فهيا بنا.

بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)

بطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف باسم الانتباذ البطاني الرحمي هو مرض مزمن يصيب النساء في أعمار مختلفة ويؤثر بشكل سلبي على نمط حياتهم بالكامل. 

ويندرج هذا المرض تحت بند الأمراض الشائعة إذ يصيب واحدة من كل عشر نساء حول العالم أي ما يقرب من مئتي مليون امرأة تقريبًا. 

وسمي بهذا الاسم إذ تنمو خلايا مشابهة لبطانة الرحم في أماكن أخرى من الجسم، فكأنما هاجرت خلايا الرحم من مكانها واستقرت في مكان آخر. 

وتنمو خلايا بطانة الرحم في أماكن متفرقة من الجسم لكن أشهر تلك الأماكن هي المبيضان وقناتي فالوب. 

ما هي أسباب بطانة الرحم المهاجرة؟! 

لم يتوصل الطب إلى الآن إلى السبب الرئيسي لظهور الانتباذ البطاني الرحمي لكن هناك بعض النظريات حاولت تفسير ظهورها ومنها: 

  • رجوع دم الحيض إلى تجويف الحوض عبر قناتي فالوب بدلًا من خروجه عبر المهبل:

 إذ يحتوي دم الحيض على خلايا من بطانة الرحم والتي قد تزرع في تلك المنطقة وتنمو مسببة المرض.

  • تحول الخلايا البروتيونية من شكلها الطبيعي إلى خلايا مشابهة لبطانة الرحم: يكون هذا نتيجة عوامل وراثية أو تغيرات هرمونية أو مشكلة مناعي.
  • انتقال خلايا بطانة الرحم من مكانها إلى أماكن أخرى للجسم عن طريق الدم أو السائل الليمفاوي.
  • فشل الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا المشابهة لبطانة الرحم وعدم مهاجمتها والتخلص منها. 

هناك أيضًا عوامل أخرى يُعتقد أنها تزيد من احتمالية الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي وهي:

  1. وجود تاريخ للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي داخل العائلة 
  2. الوصول لسن البلوغ مبكرًا 
  3. قصر مدة الدورة الشهرية عن 27 يومًا.
  4. طول مدة الحيض عن 7 أيام 
  5. ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين في الجسم.

ما هي أعراض بطانة الرحم المهاجرة؟!

تختلف حدة أعراض بطانة الرحم المهاجرة من امرأة لأخرى؛ بينما تعاني بعض النساء أعراضًا شديد هناك أخريات بالكاد يلاحظن علامات المرض. 

ومن أشهر الأعراض المعروفة الآتي:

  1. ألم شديد أثناء فترة الحيض يتسبب في عدم قدرتكِ على ممارسة أنشطة حياتكِ الطبيعية.
  2. ألم في منطقة الحوض وأسفل الظهر تزيد حدته خلال فترة الحيض.
  3. غزارة دم الدورة الشهرية عن الطبيعي، فقد تحتاجين إلى تغيير فوطتك الصحية كل ساعتين تقريبًا.
  4. ألم أثناء العلاقة الحميمية أو بعد انتهائها. 
  5. ألم أثناء التبول أو الإخراج وأحيانًا يصاحبه إمساك أو إسهال شديد خلال فترة الحيض.  

معظم تلك الأعراض شائعة وتعتقد كثير من النساء أنها طبيعية لكن العرض الأشهر الذي يدفع معظمهن للبحث عن السبب واكتشاف المرض هو تأخر الإنجاب. 

وهنا تُطرح الكثير من الأسئلة مثل: هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟! هل يمكن حدوث الحمل مع وجود بطانة الرحم المهاجرة؟! 

هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟! 

تشير الدراسات أن حوالي 30 إلى 50 بالمئة من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة تعانين صعوبات بالحمل. وترجع صعوبة الحمل والعقم لدى المصابات بهذا المرض إلى العديد من الأسباب وهي الآتي:

أولًا: التصاقات الحوض 

يعد هذا هو السبب الأشهر؛ إذ يتسبب نمو خلايا بطانة الرحم في منطقة الحوض إلى حدوث التصاقات تعيق انطلاق البويضات من المبيض أو صعوبة انتقال البويضات المخصبة إلى الرحم لا سيما إن كانت تلك الندبات أو الالتصاقات داخل أو حول قناتي فالوب. 

ثانيًا: مشكلات التبويض والإخصاب 

في الطبيعي تعمل الهرمونات الأنثوية على تهيئة أجزاء الجهاز التناسلي المختلفة لعملية التبويض والإخصاب. لكن بطانة الرحم المهاجرة تحدث تغيرات شديدة في تلك البيئة بالإضافة لنشاط الجهاز المناعي الغريب مما يتسبب في منع تخصيب البويضات الناضجة أو منع انغراس البويضات المخصبة داخل الرحم.

ثالثًا: تكيس البويضات

تؤثر بطانة الرحم المهاجرة أيضًا في وظائف المبيضين في إنتاج بويضات ناضجة صالحة للإخصاب وتكوين جنين. ويعتقد أن هذا نتيجة حدوث تكيس البويضات وظهور ما يسمى بأكياس بطانة الرحم المهاجرة.

ربما تتساءلين الآن هل يتم الشفاء من بطانة الرحم المهاجرة؟! وما هو الإجراء المتبع في حالة رغبتك في حدوث الحمل؟! 

قبل الإجابة على هذه الأسئلة دعينا نبدأ أولًا بطرق تشخيص بطانة الرحم المهاجرة في الفقرة التالية.

كيف يمكن تشخيص بطانة الرحم المهاجرة؟!

تتشابه أعراض بطانة الرحم المهاجرة مع العديد من الأمراض فلا يكتفي الطبيب بطرح الأسئلة المعتادة لمعرفة تاريخك المرض بل يطلب منكِ إجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل:

التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يعطي التصوير بالموجات فوق الصوتية صورة واضحة للرحم والأعضاء المحيطة بها لتتأكد من وجودها. 

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

يستعين الجراحون بالرنين المغناطيسي لتحديد الأماكن المتواجد بها بطانة الرحم المهاجرة وكذلك معرفة حجمها بالتفصيل.

منظار البطن التشخيصي (laparoscopy)

يستخدم هذا الإجراء في التشخيص والعلاج أيضًا سنتحدث عنه لاحقًا في الفقرات القادمة 

كيف يتعامل الأطباء مع مريضات بطانة الرحم المهاجرة؟

في البداية عليكِ معرفة أنه لا يوجد علاج نهائي يقضي على بطانة الرحم المهاجرة فكل البروتوكولات المطروحة تخفف من حدة الأعراض ليس إلا.

يضع الطبيب المعالج الخطة العلاجية لبطانة الرحم المهاجرة بناء على عدة عوامل منها: 

  • العمر : 

قد لا تحتاجين إلى علاج إن كان عمرك أقرب لسن اليأس فبمجرد وصولك له تقل حدة الأعراض وقد تختفي.

  • مدى حدة الأعراض التي تعانينها: 

إن كانت الأعراض بسيطة ولا تؤثر فيك سلبًا قد لا تحتاجين لعلاج.

  • هل ترغبين في حدوث حمل؟! قد تعيق بعض الأدوية رغبتك تلك. 
  • هل جربتي أي علاجات من قبل؟ 
  • ما رأيك بشأن الجراحة؟! 

وينقسم علاج الانتباذ البطاني الرحمي إلى قسمين رئيسيين هما: 

العلاج الدوائي: 

  • الأدوية المسكنة للألم مثل مضادات الالتهاب غير الستريودية مثل الباراسيتامول والإبوبروفين 
  • الأدوية الهرمونية بأنواعها المختلفة التي تهدف إلى تقليل نسبة الإستروجين فالجسم فهو يساعد على نمو خلايا بطانة الرحم المهاجرة وتكاثرها. 

العلاج الجراحي: 

يقترح الطبيب المعالج العلاج الجراحي كحل مثالي في حال كان العلاج الدوائي لا يجدي نفعًا معكِ. بالإضافة لهذا فهو خيار جيد حال كنتي ترغبين في الإنجاب، وهناك نوعان من الجراحات هما:

منظار البطن التشخيصي (laparoscopy): 

عن طريق شقوق صغيرة في البطن يدخل الطبيب منظارًا يستكشف به أماكن وجود الخلايا المهاجرة والالتصاقات الناتجة عنها. بعدها يبدأ في التخلص منها إما عن طريق قطعها أو كيها. 

تزيد فرص الخصوبة والحمل سواء كان طبيعيًا أو عن طريق الحقن المجهري بعد عملية المنظار البطني هذه. 

عملية استئصال الرحم (Hysterectomy): 

يعد هذا الإجراء الجراحي هو الأمثل في حال كنتي لا ترغبين في الحمل نهائيًا ويضمن لك هذا الإجراء اختفاء الألم المصاحب للانتباذ البطاني الرحمي في حال إزالة المبيضين مع الرحم أيضًا. 

دور الحقن المهجري في علاج تأخر الإنجاب نتيجة بطانة الرحم المهاجرة

ذكرنا في الفقرات السابقة أن تأخر الإنجاب قد يحدث بسبب الالتصاقات التي تمنع انطلاق بويضة ناضجة أو مرور البويضة المخصبة إلى داخل الرحم. 

يحل الحقن المجهري تلك المشكلة فعن طريق هذا الإجراء تُختار بويضة ناضجة من بويضاتك وتحقن خارج الرحم بحيوان منوي لتتكون بويضة مخصبة يزرعها الطبيب داخل الرحم مباشرة.

في نهاية المقال يمكننا الإجابة على سؤال (هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟) هي 

أن الأمر يرجع في النهاية إلى مدى شدة الإصابة ومكان وجود تلك الخلايا المهاجرة وكميتها. 

  • فربما تتسبب بطانة الرحم في حدوث عقم تام في حال وجود التصاقات شديدة وكبيرة يصعب التخلص منها بالعلاج الجراحي.
  • وهناك حالات أخرى يعانين درجات متوسطة من الإصابة مع العلاج الجراحي وبمساعدة الحقن المجهري يمكنهن الحمل.
  • بينما هناك نساء يحملن بسهولة ودون أي تدخل طبي أو جراحي من أي نوع. 

فريق عمل فيمينا يتمنى لكِ دوام الصحة والعافية…

البحث

أحدث الموضوعات

مواضيع ذات صلة

الأشتراك فى النشرة الاخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية لتلقي التحديثات اليومية!

SiteLock
error: Content is protected !!
فيمينا، صحة المرأة وإنجاب الأطفال