Search
Close this search box.
فيمينا، صحة المرأة وإنجاب الأطفال

بطانة الرحم المهاجرة والحمل؟

بطانة الرحم المهاجرة والحمل

بطانة الرحم المهاجرة والحمل

مرت سنة على زواجي كانت أجمل أيام حياتي إلى أن بدأ القلق يتسرب إلى حياتنا شيئًا فشيئًا عن تأخر الحمل. بعد زيارة الطبيبة وإجراء العديد من الفحوصات علمت أني أعاني بطانة الرحم المهاجرة وأن الجراحة هي أنسب علاج. وكان أول سؤال أطرحه على طبيبتي هو هل يمكنني الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟! 

إن كنتِ تبحثين على إجابة هذا السؤال وأسئلة أخرى تخص بطانة الرحم المهاجرة والحمل إليكِ هذا المقال. 

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

تعد بطانة الرحم المهاجرة واحدة من أشهر الأمراض المزمنة التي تصيب الكثير من النساء بداية من سن البلوغ وحتى سن اليأس. في هذا المرض تنمو خلايا تشبه الخلايا الموجودة في بطانة الرحم في أجزاء مختلفة من الجسم. فقد يقتصر وجودها على منطقة الحوض على المبيضين وداخل قناتي فالوب وقد تتواجد في أماكن أبعد مثل الأمعاء والرئة. 

يتسبب المرض في ظهور العديد من الأعراض التي تختلف حدتها من امرأة لأخرى ففي بعض الأحيان قد لا يلاحظ وجوده وفي أحيان أخرى يعيق من قدرة المصابة على ممارسة حياتها الطبيعية. 

وإن سألتني ما أكثر عرض مزعج لهذا المرض والذي يدفع الكثير من النساء للبحث عن علاج ستكون الإجابة هي تأخر الإنجاب بلا شك. 

بطانة الرحم المهاجرة والحمل وتأخر الإنجاب

إن حالات الإصابة المتوسطة والشديدة ببطانة الرحم المهاجرة تؤثر بشكل كبير في خصوبة المرأة وتقلل من فرص حدوث الحمل الطبيعي. 

لكي يحدث حمل طبيعي نحتاج إلى أربع مراحل أساسية أي خلل بإحداهما تفشل حدوث الحمل وهم:

  • إنتاج بويضة ناضجة 
  • التقاء البويضة بحيوان منوي جيد 
  • انتقال البويضة المخصبة إلى داخل الرحم 
  • انغراس تلك البويضة في بطانة الرحم لتكوين الجنين 

وللأسف بطانة الرحم المهاجرة لها تأثير في بعض الحالات في مدى حدوث الحمل، فهي قد تسبب تكيسات في المبيض وتمنع خروج بويضات ناضحة. هي أيضًا تسبب خللًا في الجهاز المناعي مما يدفعه لمهاجمة البويضة أو الحيوان المنوي. بالإضافة لذلك قد تمنع رحلة البويضة الناضجة من المبيض لمكان التخصيب وتمنع كذلك البويضة المخصبة للوصول إلى الرحم لينمو الجنين. 

هل يمكن الشفاء من بطانة الرحم المهاجرة والإنجاب كذلك؟ بطانة الرحم المهاجرة والحمل!

لم يتوصل العلم إلى الآن إلى علاج نهائي لبطانة الرحم المهاجرة، لكن العلاجات المتاحة والمطروحة هدفها الأساسي هو تخفيف حدة الأعراض. 

ويوجد نوعان رئيسيان من العلاج وهما: 

العلاج الدوائي: الذي يهدف إلى تخفيف الألم بالمسكنات وتقليل الهرمونات المسؤولة عن نمو هذا النسيج وتكاثره.

العلاج الجراحي: أو ما يعرف باسم عملية بطانة الرحم المهاجرة وهو ما سنتحدث بصدده في الفقرات القليلة القادمة.

ما هي عملية بطانة الرحم المهاجرة؟! بطانة الرحم المهاجرة والحمل

هي عملية جراحية الهدف منها استئصال بطانة الرحم المهاجرة الموجودة في الأجزاء المختلفة من الجسم. وهناك أكثر من تقنية لتلك العملية: 

  • عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار 
  • عملية بطانة الرحم المهاجرة عن طريق شق البطن

لكن قبل البدء في شرح تلك التقنيات علينا الإجابة على سؤال ملح وهو: متى تكون الحاجة إلى عملية بطانة الرحم المهاجرة أصلًا؟! وهل يمكن الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟

متى تكون الحاجة إلى عملية بطانة الرحم المُهاجرة؟

يلجأ الطبيب إلى طرح قرار عملية بطانة الرحم المهاجرة في الحالات الآتية:

  • في الحالات المتطورة من المرض والتي تعيق المريضة عن ممارسة حياتها الطبيعية.
  • في حالة فشل العلاج الدوائي في تخفيف أعراض المرض.
  • في حالة كانت المريضة تخطط لحدوث حمل وتلك إجابةً مختصرة على سؤالنا المطروح في بداية المقال هل يمكنني الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟! وما العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والحمل؟

عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار (Laparoscopy)

هو إجراء جراحي يستخدم لتشخيص وعلاج بطانة الرحم المهاجرة يعد هذا الإجراء الأكثر شيوعًا نظرًا لسهولته وقلة مخاطرة. 

ماذا تتوقعي أثناء عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار؟!

في عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار : 

  • يفتح الجراح شقوقًا صغيرة أسفل منطقة البطن
  • يدخل الجراح أنبوبًا رفيعًا مثبتًا فيه مصدر ضوء وكاميرا لتصوير الأعضاء الداخلية بدقة لمعرفة أماكن النسيج المطلوب إزالته.
  • يستخدم الطبيب أدوات دقيقة جدًا لاستئصال هذا النسيج أو تدميره عن طريق الحرارة أو الليزر أو باستخدام طرق أخرى.
  • يزيل الطبيب أيضًا الالتصاقات والندبات التي سببتها بطانة الرحم المهاجرة داخل الجسم.

على الرغم من أن هذا الإجراء الجراحي يحتاج إلى تخدير كلي إلا أن المريضة تستطيع العودة إلى منزلها في نفس اليوم.

التعافي بعد عملية بطانة الرحم بالمنظار:

يحتاج التعافي من هذا الإجراء الجراحي إلى بضعة أيام من الراحة التامة، وقد يوصف لكِ بعض مسكنات الألم للتغلب على آلام ما بعد الجراحة. وقد تحتاجين إلى مدة تصل إلى أسبوعين على الأقل للعودة لممارسة حياتك وأنشطتك الطبيعية.

عملية بطانة الرحم المهاجرة من خلال شق البطن    

يلجأ الجراحون إلى هذا الإجراء الجراحي في حالات نادرة؛ إذ يكون انتشار أنسجة البطانة أكبر أو موجودة في أماكن يصعب رؤيتها والوصول إليها باستخدام المنظار.

في هذه العملية يقوم الجراح بعمل شق في البطن أكبر نسبيًا من المصنوع في عملية التنظير السابق ذكرها. ومن ثم يزيل الأنسجة والالتصاقات الموجودة في أجزاء الجسم المختلفة سواء على المبيض أو قناتي فالوب أو الأمعاء.

بعد إجراء العملية تحتاج المريضة إلى قضاء يوم آخر في المشفى للاطمئنان على حالتها الصحية.

التعافي بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة من خلال شق البطن

يحتاج التعافي من عملية شق البطن مدة أطول نسبيًا من عملية التنظير السابق ذكرها، فقد تحتاجين لعدة أسابيع لمعاودة أنشطتك الطبيعية. 

ماذا يحدث بعد استئصال بطانة الرحم المهاجرة؟ (بطانة الرحم المهاجرة والحمل)

هناك خبران لكِ يا عزيزتي، أحدهما جيد والآخر سيء 

الخبر الجيد أن عملية بطانة الرحم تساعد في تخفيف حدة أعراض الانتباذ البطاني الرحمي بشكل كبير جدًا لكن لن تختفي الأعراض نهائيًا. 

أما الخبر السيئ أن الأعراض يمكنها أن تعود كما كانت تمامًا بعد فترة من العملية… لماذا؟! وما نسب نجاح العملية؟! هذا ما سنعرفه في الفقرة التالية.

ما هي نسب نجاح عملية بطانة الرحم المهاجرة؟

تشير الدراسات أن 20 إلى 30 بالمئة من النساء تعاود الأعراض ظهورها لهم بعد عامين فقط من إجراء العملية. بينما بقية الثمانين بالمئة تعود الأعراض غالبًا للظهور بعد خمس سنوات تقريبًا. 

يرجع هذا غالبًا لوجود بقايا من الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم داخل الجسم لم يستطيع الجراحون الوصول إليها أو إزالتها بالكامل. وبينما يفرز المبيضان هرموناتهما الطبيعية تنمو تلك الخلايا مجددًا وتواصل عملها. لهذا قد يصف الأطباء بعض الأدوية الهرمونية وأدوية منع الحمل بعد إجراء الجراحة لتثبيط عمل الهرمونات وبالتالي تأخير نمو تلك الأنسجة. 

أما إن كان سؤالك بخصوص نسب نجاح العملية بالنسبة للخصوبة والحمل فالنتائج مبشرة يا عزيزتي. 

هل يمكن الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟ بطانة الرحم المهاجرة والحمل

الإجابة هي بالطبع نعم، فتشير الدراسات أن احتمالية حدوث الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة تصل إلى نسبة تتجاوز السبعين بالمئة تقريبًا. وما يعادل نصف تلك النسبة يحدث الحمل بشكل طبيعي تمامًا دون تدخل طبي. 

في حالة عدم حدوث الحمل خلال ستة أشهر من إجراء العملية ينصح الأطباء إلى اللجوء إلى وسائل مساعدة مثل عمليات الحقن المجهري المعروفة. فما نملكه من الوقت حتى عودة نمو البطانة المهاجرة من جديد لا يعد بالكثير. 

متى يمكن الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟    

يمكنك محاولة الحمل الطبيعي بعد الشفاء التام من الجراحة أي بعد مرور شهر تقريبًا أو حسب تقييم طبيبك لوضعك الصحي. 

في نهاية مقالتنا عن بطانة الرحم المهاجرة والحمل؛ نتمنى أنك وصلت لإجابات كل أسئلتك المحيرة، نلقاكِ في مقال قادم. 

البحث

أحدث الموضوعات

مواضيع ذات صلة

الأشتراك فى النشرة الاخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية لتلقي التحديثات اليومية!

SiteLock
error: Content is protected !!
فيمينا، صحة المرأة وإنجاب الأطفال